سمع لله لِمَن خدره !
يحكي القاضي العمراني أنَّ رجُلاً تزوج امرأتين إحْداهُما كانت من قريةِ "حَمـده" –قرية تتبع لمحافظة صنعاء-، وهي تابعةٌ لقبيلة "بكيـل"، والأخرى كانتْ من قريةِ "خـدره" تابعةٌ لقبيلة "حَاشِد"، وكانت كُلُّ واحدةٍ تغار من الأُخرى، فقالتْ المرأة التي مِنْ "خدره": أنتَ تُحب زوجتك الأُخرى أكثر منِّي، فقال الرجل: كَيْف؟ قالت: تذكرها دائمًا في صلاتِك، قال: في أي موضع؟ قالت: عِنْدما ترفع من الركوعِ تقول دائمًا: سَمِعَ الله لَمِن "حَمِدَهْ"، فلماذا لا تقول: سمِعَ الله لَمِنْ "خدره" ؟!
بطش المهدي و فراسة الدوشان
يحكي القاضي العمراني أن المهدي عبدالله أحد أئمة اليمن كان بطَّاشًا مُتعجِّلاً في سفك الدماء يرتعد منه الناس، وفي يوم من الأيام مرَّ بصنعاء القديمة راكبًا على فرسهِ، وعليه اللَّباس الغالي، وحوله الوزراء والدواشين –الدوشان هو شاعر القبيلة في اليمن وحافظ أنسابها وسفيرها بين القبائل الأخرى- ، وكانت الأيام أيام عيد الأضحى، فسقطت من إحدى البيوت حاجيَّات الكَبْشِ والدماء والأوساخ على المهدي عبد الله، فبُهِتْ الوزراء والحاشية من المفاجأة ! وتوقَّعـوا أن يأمر المهدي بقطعِ رأس الرَّجل صاحب البيتِ، ولم يدْروا ماذا يصْنعونِ ؟
فَمَا كانَ من الدُوشانِ إلاَّ أنْ أنشدَ بيتَ المُتنبي:
لا يَسْلمُ الشَّرفُ الرَّفيعُ من الأذى ** حتَّى يُراقُ على جَوَانبهِ الـدمُ
فضحكَ المهديُّ عبد الله، وضجَّ الوزراء إعجابًا ببديهةِ الدوشان، وألْقى كُلُّ واحدٍ ما في يدهِ من مالٍ على الدوشان، فمنْهُمْ من ألقى إليهِ خاتمهُ، ومنهم من ألقى إليه الفرانصي –الوحدة النقدية المستعملة آنذاك، وهو عملةٌ نمساوية فضية- ، ومنْهُم من ألقى إليه الجنبية، حامدين له إخراجِهِم من هذا الموقف المُحْرِج