امتنع عن الخروج من النَّار !
يحكي القاضي العمراني أنَّ الإمام الشوكاني –رحمه الله- كان يُقرئ طلبتهُ "صحيح البخاري" وكانت تمر به أحاديث الشَّفاعة التي فيها خرجو أُناسٍ من الناَّرِ مِنْ بعد ما امْتُحِشوا، وكان هُناك طالب من الطَّلبةِ مُعتزلي العقيدة –والمعتزلة ينكرون الشفاعة الثَّابتة من خروج بعض المسلمين من النَّارِ- فكان هذا الطَّالب كُلَّما مرَّت أحاديث الشَّفاعة حاول أن يشوش ويعترض ويُناقش ويُجادل فما كان من الشوكانيّ إلا أن قال له: عندما يأتون لإخراجك مِنَ النَّارِ امتنع عن الخروج، وقُل: أنا مُعتزليُّ لَنْ أخرج...!
على مذهب الطَّبَنْجَةِ !
هذا مثلٌ يضربهُ القاضي العمراني لِمَنْ فَعَلَ شيئًا مُكرهًا عَلَيهِ، فيقول: فَعَلهُ على مذهب الطَّبَنْجَةِ –والطَّبَنْجَةِ معناها البندق العربية القديمة، سلاح-.
يحكي القاضي أنَّ رجُلاً شَرِبَ خمرًا فسَكَرَ، وأمْسكَ بِغلامٍ أمْرَدَ، وذَهَبَ إلى أحد الشيوخ، وقال: اعقد لي على هذا الولد، فقال: كيفَ هذا؟ لا يجوز!. فأخرج السكْرانُ الطَّبَنْجَةِ، وهَمَّ بقتلهِ، ثُمَّ تَرَكَهُ وذهب إلى شيخٍ آخر وفي يده الطَّبَنْجَةِ، فقال لهُ: اعقدْ لي على هذا الغُلام وإلاَّ فأنتَ تَرَى الطَّبَنْجَةِ، فقال الشيخ: مُدَّ يَدَكَ، بسم الله... وأوهمهُ بالعقْدِ، فخرج السَّكران وهو يقول: قد عَقَدَ لي الشيخُ على هذا الولَد، فدخل رجلٌ على الشيخ، وقال له: على أي مذْهبٍ عَقَدْتَ لهُ ؟! فقال الشيخ: على مَذْهبِ الطَّبَنْجَةِ. فصَـارَتْ مثلاً !.