لنا بقية يوما يا يهودي !
اشتهر في كتب الهادويّة أنّ يهوديًا جاءَ يتقاضى دينًا من النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، ولم يكن اليوم الذي فيه موعد سداد الدّين قد انتهى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لنا بقية يوما يا يهودي" –والحديث لا يصح-، أي أننا وعدناك أن نسد دينك في هذا اليوم، ولكن اليوم لم ينتهِ، فأمامنا مُهلة إلى بقية اليوم.يحكي القاضي –حفظه الله- لطيفة بمناسبة هذه الرواية:
وهي أن الشيخ علي فضة كان يُدرس بالمدرسة العلميّة، وكان من عادتهِ مع الطّلبة أن يذكر بعضًا من الحديث والطّلبة يرددون بصوتٍ عالٍ بقيّة الحديث، فمثلاً يقول: إنما الأعمال بإيش؟ فيقولون بصوت واحد مرتفع: بالنّيات.
فكأن الطّلبة كان لا يعجبهم أسلوبه، فلما جاء عند هذا الحديث وقال: لنا بقية يومنا، يا إيش؟ فقال الطّلبة بصوتٍ عالٍ غير معتاد: يا يهودي، ففهم أنها مقصودة فغَضَبَ !
- عُقلاء المجانين !
يحكي القاضي العمراني –حفظه الله- :
دخل أُناسٌ عند ملك، ودخل معهم مجنون معه جرّة، فقال:
ولَّما رَأَيْتُ القوْمَ شدّوا رِحَالَهُم ** إِلَى بَحرِكَ الطَّامِي أَتَيْتُ بِجرَّتِي
فأَمَرَ الملكُ بأن تُملأ جرته ذهبًا، فخرج بها المجنون فتصدّق بها، فلما سأله الملك عن هذا، أنشد قائلاً:
يَجُودُ عَلَيْنَا الخَيّرونَ بِمَالِهِم ** وَنَحْنُ بِمالِ الخَيّرينَ نَجودُ
فقال الملك: أملأوا جرَّتهِ عشر مراتٍ ذهبًا، فأخذها وخرجَ !