بديهة عالِم!
كان العلاّمة حسن بن زيد الديلمي قد استقرّ بمدينة "ذمار" للإقراء والتَّدريس بمدرسةِ ذمار الشّمسيّة، فكان يُدرِّس جميع الفنون واعتنى بتدريس الأمُهاتِ الست وغيرها من كتب الحديث، وقد جرى بينه وبين بعض أهل ذمار قلاقل لتدريسهِ بهذه المدرسة في علوم الحديث، ومن هذه القلاقل يحكي القاضي محمد –حفظه الله- :
كان العلاّمة المذكور يُدرِّسُ يومًا في المدرسةِ الشّمسيّة "صحيح البخاري" وحوله طلبته،
فأراد أحد المُتعصبين من الشّيعة، ويُدعى عليّ عقبات أن يوقع بهذا العالِم، فذهب إلى القبائل التي حول ذمار، واستغاث بهم، وقال لهم: إنَّ الديلمي يُريد أن يُبدِّل مذهب أهل البيت وهو مُبغضٌ لعليّ بن أبي طالب والعترة المصطفوية، فجاءت القبائل، وحاصرت المسجد الذي يدرس فيه هذا العالِم، فمن فطنتهِ وذكائهِ لمَّا شعر بالأمر، أمر الطَّلبة أن يفتحوا "صحيح البخاري" على باب فضائل عليّ بن أبي طالب، وأخذ يُحدِّث بهذه الفضائل، والقبائل يسمعون ويتعجبون من سماعهم الأحاديث في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم قالوا لبعضهم: ولد عقبات هذا يكذب على ولد الديلمي، أسمعتم الأحاديث في فضل أمر المؤمنين؟ وهذا ولد عقبات يقول بأنه يبغض أمير المؤمنين، هذا الديلميجدّه علي بن أبي طالب، ثُمَّ انصرفوا لاعنين لعقبات هذا.