كتب جودت الجيران:
بل أن نفرح ونهلل لإنسحاب أمريكا نسينا أن نسأل أنفسنا من هو البديل الأوحد لأمريكا في المنطقة وما هو الضامن أن يكون هذا البديل أوحد وليس عدة بدائل وأطراف دولية أخرى وبالتالي سيزداد الوضع تعقيدا وتجزئة وتقسيما وسوف يستمر الصراع الإقليمي والفصائلي إلى ما لا نهاية وهذا بالضبط ما تريده أمريكا ألا وهو إستمرار الصراع الدولي في المنطقة لفترة أطول دون أن تخسر أمريكا شيئا وإستنزاف طاقات دول المنطقة بعد أن تكون أمريكا أمنت مصالحها الإقتصادية وسلمتها لأيد أمينة قبل مغادرتها إن حصلت …ومن ثم ستتفرج على صراع البدائل التي ستعبئ الفراغ فهذا البديل بالتأكيد لم ولن يكون تركيا لوحدها على مساحة تقدر بأكثر من ثلث سورية بعد أن تكون أمريكا قد بددت لها مخاوفها القومية وبالتالي ستجد تركيا نفسها ليست مضطرة للتوغل جنوبا أكثر …فهناك الروس والإيرانيون والخليجيون والنظام والبشمركة والجربا وقوات عربية ومحلية محتملة والذين بالتأكيد سوف يكون لهم نصيب من ملئ فراغ أمريكا في هذه المساحة الشاسعة وعندها سيبدأ التنافس من جديد. ولا ننسى أن مركز سترافور للدراسات الاستخباراتية الأمريكية توقع أن تزداد حدة الصراع في سوريا في عام 2019 وأن تتضاعف النيران مرات ومرات بين القوى المتصارعة على الأرض السورية. فهل نحن مقبلون على الحرب الكبرى في سوريا بعد الانسحاب الأمريكي. وكما يقول المثل العربي الذيب ما يهرول عبث.